خسرنا الكأس وفزنا بالجمهور.. نهائي غرب اسيا الرابعة
خسر يوم أمس الأحد 25/6/2007 منتخب العراق الوطني نهائي بطولة اتحاد غرب اسيا الرابعة لكرة القدم أمام حامل لقب النسخة الماضية المنتخب الإيراني بهدفين لحسين باداماكي د 9 وهاشم زاده د 20 مقابل هدف واحد لصالح سدير في الدقيقة 86 من ركلة جزاء أحتسبها الحكم اللبناني رضوان الغندور، وكان المنتخب العراقي قد لعب أسوأ أشواطه تحت قيادة البرازيلي فييرا في النصف الأول من المباراة حيث بدا تائهاً ومهتزاً لا يتحمل الضغط من الخصم وتلقى هدفين في مطلع المباراة بسبب أخطاء بسيطة من الدفاع في الأول ومن الحارس نور صبري في الثاني ولم يتحسن الا مع بداية الشوط الثاني حيث اعاد المدرب تنظيم صفوفه لكن خروج مهدي كريم مصاباً أتعب المنتخب أيضاً فلو كان مهدي باقياً في الملعب برفقة المتألق صالح سدير واللاعبين هوار وكرار لكان الوضع افضل هجومياً وبدأ مسلسل إهدار الفرص من جميع اللاعبين العراقيين وأيضاً الحكم الذي تغاضى عن ركلة جزاء صحيحة للعراق مطلع الشوط الثاني فلو كانت قد أحتسبت لكانت الأمور قد تغيرت ولكان للمباراة عنوان أخر لكن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن، الأهم ان البطولة كانت استعداداً جيداً للمنتخب وللمدرب قبيل الدخول في معترك الكبار (أمم أسيا) فعلى الجهاز الفني قراءة الأخطاء وتشخيص مفاصل الخلل قبل كأس أسيا فالاعتماد على قراءة الخصم واللعب بأوراق رابحة في الشوط الثاني نظرية خاطئة يجب اعادة النظر بها فنحن لم نتمكن من التعويض امام منتخب إيران في الشوط الثاني، ولم يأتي الفرج للجمهور وسحب الانفاس قليلاً إلا بعد 86 دقيقة وكان الهدف الاول للعراق والذي بعث بأمل ضئيل للعودة الى المباراة لكن الدقائق وتألق غير طبيعي من رودباريان ضيعا الأمل الضئيل الذي إنبعث من أقدام صالح سدير بعد تنفيذه ضربة جزاء جميلة على يمين رودباريان نفسه الذي اضاع أكثر من 5 دقاقئق بسبب تمثيله الاصابة لأكثر من مرة، نترك جو المباراة الكئيب في الميدان ونعود للمدرجات والتي كانت تشرح القلوب رغم كل شيء فمع ان الهدف جاء متاخرا الا ان المدرجات العراقية إلتهبت بصورة جنونية لا توصف، حقاً كان الجمهور العراقي نجم البطولة الأول وكل الكلمات مهما أمتدت على أسطر عريضة لا تكفي لرد ولو جزء يسير من أعمال هذ الجمهور العراقي الحقيقي الأصلي بالقول والفعل والذي كذب الساسة في بلادي الجريحة ووجه لهم رسالة واضحة وصريحة تقول (لا يوجد سنة وشيعة وعرب واكراد ومسلمين ومسيحيين وتركمان في العراق... يوجد عراقيين فقط). شئتم أم أبيتم نحن عراقيين فالجمهور الحاضر كان من الجنوب والوسط والشمال ومن أقصى مدن وقرى عراقنا الحبيب ومن كل المحافظات والاقضية والنواحي فلم يكن يمثل ولا طائفة غير العراق.
فالجمهور ورغم حرارة الجو إلا انه حضر الى ملعب عمان الدولي قبل ساعات من المباراة ورغم الاستغلال الواضح من أصحاب النفوس الضعيفة إلا إنهم إشتروا البطاقات التي تضاعفت أسعارها بالكامل وحقيقة ان السيد حسين سعيد قام بالاتصال بالاتحاد الاردني والمسؤولين قبل المباراة بساعة تقريباً مشتكياً من هذا الأمر لكن البطاقات كانت قد سبقته الى السوق السوداء المزدهرة بأكثر من عشرة الاف عراقي أصيل، وبعد المباراة أبى الجمهور الكبير مغادرة الملعب وصار يهتف بصوت واحد (بالروح.. بالدم.. نفديك يا عراق) بعد مرور نصف ساعة على صافرة النهاية وكان موقف مؤثر فعلاً حيث ترك المصورين التلفزيونيين منصة التتويج وتوجهوا الى الجمهور العراقي وهو يبين عراقيته وغلبت الدمعة هنا معظم الحاضرين من الوفد العراقي وحتى المعلق الداخلي في الملعب أصبح يردد تحية للجمهور العراقي.
وفي هذه الاثناء وبعد موقف استفزازي من بعض لاعبي ايران اللذين قاموا برفع علم بلادهم والتوجه نحو الجمهور العراقي تعالت الاستهجانات وكان لموقف السيد هاني بلان القطري المشرف على البطولة أثراً كبيرا في التهدئة حيث ركض سريعاً مع بذلته وربطة عنقه مانعاً لاعبي ايران وآمرهم بالتراجع لكن الموقف تأزم رغم ذلك بعد اشتباك مهدي كريم وكرار جاسم والكابتن احمد جاسم مدرب حراس المرمى مع لاعبي ايران وكانت الأمور لتتطور لولا تدخل العقلاء وتهدئة الموقف لكن كرار ومهدي لم يتوقفوا عند ذلك الحد بل ظلوا يتلاسنون ويتوعدون الايرانيين وهذه نقطة سلبية لدى لاعبينا صحيح انهم كانوا استفزازيين أي الإيرانيين وغير محترمين بعضهم طبعاً لكن ماكان يجب الانجرار وراءهم فالخسارة متوقعة مثلما هو الفوز متوقع وان شاء الله يكون التعويض في امم أسيا خاصة وان فريقنا يملك من الإمكانات الكبيرة ما يتيح له التألق وكان موقف الجمهور يهتف للعراق بصوت واحد موقف مؤثر خاصة رئيس الاتحاد الذي تناثرت دمعات منه وهو واقف على المنصة وكذلك الكابتن رحيم حميد حقيقة لم ينطق بكلمة واحدة بعد انتهاء المباراة وكان التأثر عليه واضحاً كما قام المدافع جاسم غلام بقذف ميداليته الفضية الى الجمهور في المدرجات، وغادر الجمهور وكأن الفريق فاز ببطولة كبيرة رغم كون البطولة صغيرة.
ومع كل هذا التألق كان هناك بعض النقاط السلبية التي كانت غير مبررة وغير ضرورية بتاتاً خاصة من جمهور كبير مثل الجمهور العراقي والتي قالها المعلق الداخلي في الملعب (عيب هذه مو شيم العراقيين العظماء انتو حلوين لا تفسدوها) أثناء رميهم قناني الماء على لاعبي ايران أثناء خروجهم الى غرف الملابس ولم يقتصر الأمر عند هذا فجمهورنا ومع كل أسف قام برمي قناني الماء على لاعبي منتخبنا منذ الشوط الأول أثناء اقترابهم من خط التماس وهذا يشكل عامل احباط لدى اللاعبين فالجمهور المتفهم يبقى يصفق لفريقه حتى ان وقع في الغلط لا بل يرفع من معنوياته للتعويض والعودة، كما كان موقف اخر وهو نزول السيد علي الدباغ (والذي يعتبر من اكثر الساسة المحترمين في بلدنا) والذي قام بتكريم المنتخب وتحية الجمهور حيث قام أثنين فقط!! من المدرجات برمي قنينتي ماء بالقرب من مرافقيه كان منظرا غير حضاري فعلي الدباغ لمن لا يعرفه هو سياسي ليبرالي مثقف وما احوج العراق الى ساسة معتدلين مثله، نتمنى ان لا تتحكم المشاعر فينا وان يكون عقلنا هو صانع قراراتنا فالعاطفة غالباً ما تقودنا الى قرارات غير صائبة، وفي النهاية وفي منظر جميل قام اللاعبين والكادر الفني والاداري ورئيس الاتحاد بتحية الجمهور منحنين امامهم شاكرين لهم حضورهم وتشجيعهم الوفي في كل ايام البطولة. أتمنى ان لا اكون قد القيت الكثير من الوعظ عليكم لكن لكون المقال سيكون في م.ك.ع ولكون منتدانا هو أول واجهة للكرة العراقية أردت ايضاح هذه النقاط لنستفيد منها مستقبلاً فصدقوني م.ك.ع. يشكل مرجعاً للكل ودافعاً حماسياً للاعبي المنتخب فلنجعله منتدى نظيف بعيد عن التعصب والتجريح ولنعطي الفرصة دائماً للاعبينا فهم كبار يستحقون التشجيع..